السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أكتب إليكم ويكاد قلبي يتمزق حزنا على حالة أخي، هو الأن عمره 31 سنة واكتفى بتعليمه بشهادة الكفاءة المتوسطة.
لم يثبت على عمل واحد لأكثر من سنتين دائمايغير عمله
وفي هذه السنة عمل ما يقرب 6 شركات وتركها جميعها، ولاحظنا عليه التغيير في سلوكه يخرج من المنزل.
ولا يأتي إلا للنوم أو الأكل ولا ندري أين يذهب عجز أخوتي معه وفي أقل من 5 أشهر نزل وزنه 25 ك وتدهورت صحته وأصبح في بعض الأحيان ينام خارج المنزل
وصلتنا العديد من الشكاوى لناس يطالبون بأموالهم يقولون بأن أخي يقترض منهم ولا يعيد أموالهم ولا يرد عليهم.
ويحتال على الأجانب أنه سوف يخلص معاملاتهم ويجدد إقاماتهم ويأخذ أموالهم ولا يفي بوعده معهم
أدمن الدخان والمعسل وأصبح تحت عينيه سواد لا أعلم سببه، واليوم اتصل موظف من الشركة التي أخبرنا أخي أنه يعمل فيها حاليًا.
وأخبرنا أنه لم يأت منذ أسبوع، رغم أنه يخرج صباحًا ولا يأتي إلا في المساء ويزعم أنه في العمل
وعندما اجتمع اخوتي لنصحه قال لهم أنا كبير وأعرف مصلحة نفسي ما أحد له دخل فيني وخرج من المنزل ولم يعد وأقفل جواله ولم يعد حتى الأن
رغم أنه في الفترة الأخيرة كان حنون جدا معي أنا وأمي ودائمًا أرى نظرة الحزن عليه.. أحتاج لنصحكم وتوجيهكم كيف نتصرف معه وهو لا يقبل الحوار , خائفه عليه من رفقة السوء , بارك الله فيكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أما بعد فأشكرك أختي المستشيرة وفاء على ثقتك بموقع المستشار كما أشكر الأخوة القائمين على الموقع على إتاحة الفرصة لي لتقديم استشارة نافعة بإذن الله فأقول وبالله التوفيق.
أولا: أحيي فيك أختي الكريمة حرصك على أخيك، وثقي أن لهذا الحرص أثرا كبيرا في دنياك وأخراك ستجدين له سعادة في الدنيا ورفعة في الآخرة.
ثانيا: الملاحظ على الاستشارة أنك لم تذكري الأسباب التي غيرت أخاك حتى يتم تقديم استشارة أكثر دقة ووضوحا، ولذلك سأقدم لك توجيهات عامة:
1- لابد من تكوين علاقة جيدة مع أخيك من قبل أمك بحيث تتصل به لتسأل عنه، بعيدا عن العتاب واللوم، وتبين له أنها ستقف معه في أموره المستقبلية وتشاركه في حل أزماته الماضية.
2- على إخوانك أن يتواصلوا معه ومع أصدقائه للتعرف على أحواله وأسباب تغيره.
ويكون السؤال للاستفسار لا بقصد التجسس عليه أو التحقيق معه، وكذلك يتواصلون معه بالنصح والتوجيه ولا ييأسوا أو يملوا فلعل الله أن يفتح قلبه وينور بصيرته.
3- مع كون جواله مغلقا احرصي على التواصل معه من خلال إرسال الرسائل من جوال أمك فهو حتما يفتح جواله بين الفينة والأخرى تشعرينه باشتياق والدتك لرؤيته وتفكيرها فيه، وحرصها عليه، ووقوفها معه.
4- أخشى ما أخشاه أن يكون قد تورط في المخدرات- لاسيما مع وضعه المادي- ويمكنك التواصل مع المواقع الالكترونية للتعرف على التغيرات التي تحصل لمتعاطي المخدرات.
وإذا قدر ذلك فلا تتردوا في إقناعه للذهاب إلى مستشفى الأمل، وكوني أنت وأمك على حذر من التعامل معه.
ثالثا: احرصي أنت وأمك على الدعاء له بالهداية واختاري الأوقات التي تستجاب فيها الدعوة كالثلث الأخير من الليل.
وآخر ساعة من نهار الجمعة وبعد الأعمال الصالحة وادعي وأنت موقنة بالإجابة فكم من ضال هداه ببركة دعاء والديه وإخوانه.
الكاتب: الشيخ عمر بن عبد العزيز السعيد
المصدر: موقع المستشار